رأيتك ربي

((تم ادراج هذه المقالة ضمن ٧٠ مقالة مختارة من المدونة في كتاب “تــأمّــلات” للكاتب الدكتور حمد العزري))

نَمُرُّ في هذه الدنيا..
ونقطع طرقاتها.. ونعايش أحداثها..

تفاصيلها وفيرة..
وبلدانها عديدة..
وأناسيها طبائع كثيرة ..

نمر في الدنيا..
ونرى الحيوانات والزرع والحجر..
ونرى مباني وأدوات وحضارات الإنسان..
وهناك أيضا، في الافق، نجوم وكواكب ومجرات..

ولكن بالنا منصب، في الأغلب، على أمور أخرى..
فترانا بين مسؤوليات البيت، والعمل.. وربما المجتمع أيضا..

ولسان الحال لا ينفك يقول..
“يجب أن اكمل هذا التقرير”
“عليّ شراء كذا وكذا من السوق للبيت”
“اليوم يوم زيارة فلان من العائلة”

ولا نكاد، ونحن وسط معمعة الحياة، أن نفتح أعيننا على ما حوالينا..

كيف استيقظنا من النوم بعد السبات؟ وما طبيعة الأحلام؟
يا لدقة وتوازن وإبداع اجسامنا.. كيف تعمل أجهزتها؟ وكيف تتعاون فيما بينها؟
وهذه النفس.. لماذا كثرت رغباتها؟ وكيف نربّيها؟

يا لجمال صوت العصافير.. كيف تعلمت الطيران؟ وكيف تعلمت بناء أعشاشها؟
هذا الإفطار الذي نتناوله.. من أين جاء؟ وكيف نشأ؟

هذه السماء.. وهذه الغيوم.. وهذا المطر..
هذه الأشجار.. كيف اكتسبت اللون الأخضر؟ وكيف تتأقلم في بئتها؟

وثم.. ما هذه المجتمعات التي نعيش فيها؟
كيف تطورت؟ كيف انتشرت؟
بل.. من أين جاءت؟ وماذا كانت بدايتها؟
وبماذا اختلف الإنسان عن باقي المخلوقات؟

عقل الإنسان هذا.. نظامه.. دقته.. نموه..
كيف يتعلّم؟ وكيف يعلّم؟

هذه الكتب الجليلة.. من أين حصل كتّابها على طاقاتهم والهاماتهم وتحليلاتهم؟

بل وهذا القرآن.. المعجزة الخالدة..
كيف تنظمت كلماته، واكتملت احكامه، وصدقت تنبؤاته؟

كل شيء في هذا الكون..
كل شيء..
يدل على أن وراءه خالقا عليما حكيما..

كل شيء في هذا الكون..
كل شيء..
يدل على أن للحياة هدفا وطريقا مرسوما..

وكما قال الشاعر الدكتور جمال مرسي..
رأيتك ربي في كل شيء
      فزاد اليقين بقلبٍ رآكَ
ففي الزرع في الضرع في الإنس بانت
      بدائع صنعك، بعض نداكَ

(مصدر الصورة أعلاه)

4 أفكار على ”رأيتك ربي

  1. قال الله تعالى:(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)

  2. رأيتك ربي في كل شيء فزاد اليقين بقلبٍ رآكَففي الزرع في الضرع في الإنس بانت بدائع صنعك، بعض نداكَ

  3. أخي "الوفيات"شكرا لمرورك وتأكيدك على كلمات الشاعر..

أثري المقالة بتعليقك